أخبار
العلاقات الإماراتية الصينية آفاق جديدة للمستقبل وزيارة الرئيس الصيني محطة فارقة
20 يوليو 2018أكد الدكتور علي بن تميم المدير العام لشركة أبوظبي للإعلام أهمية زيارة فخامة الرئيس الصيني تشي جين بينغ التي بدأت أمس الخميس للدولة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة التاريخية تعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين التي تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية خلال السنوات الماضية علاوة على الصعيد الثقافي الذي أكدته الرغبة الكبيرة من الطرف العربي في تلقي الثقافة الصينية على نحو كبير.
جاء ذلك في الندوة التي نظمتها شركة أبوظبي للإعلام واستضافتها جريدة "الاتحاد" في مقرها صباح أمس بحضور نخبة من المفكرين والكتاب والسفير عمر البيطار سفير الدولة الأسبق لدى بكين، والدكتورة يوتنيج وانج استاذة مساعدة العلوم الاجتماعية بقسم الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، والأستاذ الدكتور شاو جين تشاي رئيس مجلس إدارة "ياب سنتر" لدراسات البلوك تشاين"، وعبدالرحيم البطيح رئيس مكتب العلاقات الحكومية والدولية بمكتب رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام،
وقال الدكتور ابن تميم في افتتاحه للندوة: "إننا لدينا عمق حيوي ومهم تجاه الثقافة الصينية واليوم نرى رغبة من الشباب والفتيات الإماراتيين في تعلم اللغة الصينية وثقافتها وبدأنا نمتلك نوع من الشجاعة في كسر مركزية الثقافات مثل تعلم اللغات ولدينا في دولة الإمارات نماذج عديدة مشرفة في تلقي الثقافة الصينية وخلال السنوات القليلة الماضية تم إطلاق مشروع "كلمة للترجمة" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، وأسس هذا المشروع لبناء جسور ثقافية حيث بدأنا منذ ثلاث سنوات اختيار مجموعة من الكتب لأدباء إماراتيين لنقلها وترجمتها إلى اللغة الصينية وهناك مشكلة حقيقية وتحد كبير في تمثيل الثقافة الصينية على الرغم من أن حضور الثقافة الصينية قديم ونجد أن القدماء من العرب تلقوا بإيجابية لهذه الثقافة ونحن الآن نريد الحديث عن واقع هذه العلاقات الاستراتيجية مع الصين وفي الوقت نفسه نبحث في آفاق وطموح هذا الواقع الإيجابي".
وأضاف "أن هذا الواقع من العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بزيارته في مطلع تسعينيات القرن الماضي والتي مازالت هذه الأسس حاضرة ونرى على الصعيد الثقافي الأسبوع الإماراتي - الصيني واليوم إطلاق النسخة العربية من كتاب الرئيس الصيني تشي جين بينغ الذي تناول "الحكم والإدارة" واعتقد أنه كتاب في الواقع يتناول الحِكم والإرادة الصينية التي تذهب بعيدا في طرح التاريخ المشترك ومن اللافت للنظر في هذا الكتاب مجموعة من المعطيات التي تجسد جسور على المستويات الفكرية والسياسية وتصريحات لدور دولة الإمارات ووجد أن الحكم والإدارة تقوم على غايات السعادة كما أنه أكد على فكرة هذه النزعة الفردية التي احتفى بها في الوقت الذي وضعها في سياق المجتمع التي تنظر إليها الصين اليوم نظرة مختلفة".
علاقات استراتيجية
إلى ذلك، تحدث السفير عمر البيطار سفير الدولة الأسبق لدى جمهورية الصين الشعبية، عن زيارة فخامة الرئيس الصيني، قائلا: "إن الزيارة تاريخية حيث إنها الأولي بعد أن تم إعادة انتخابه رئيسا للصين، وإنني اعتقد أن معرفة الصين وفهم تركيبتها من أهم وأبرز العوامل التي تساعد في تعميق العلاقات بين البلدين حيث إن الحضارة الصينية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام إلا أن الصين الحديثة منذ عام 1949 تعتبر دولة حديثة ونامية ولكنها تطورت بسرعة فائقة والمفتاح الأساسي لفهم الصين الحديثة قائم بداية على فهم الاشتركية بخصائصها الصينية التي واجهت الرأسمالية في العالم وتغلبت عليها وربما من غاص في الاشتراكية الصينية يرى أنها مشابهة لنظام الاقتصاد الأسلامي، وأن الصين الحديثة أسسها الزعيم الراحل ماو سي تونج بناء على «الماركسية اللينينية» بالإضافة لأفكار ماو سي تونج نفسه وكان لها الأثر العميق في التباين مع الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وكانت لها خصائص لهذه الاشتراكية الصينية".
وأضاف أن "هناك خمسة أجيال من القيادات في الصين لهم بصمات عميقة في تاريخ الصين الحديث وماو سي تونج ومن بعده جاء دينج تشاو بينغ الأب المحدث للصين (الدولة التي عانت معاناة كبيرة ولا تقارن بمعاناة الكثير من الشعوب) ولكن الأجيال الخمسة مرت بمراحل ماو سي تونج والماركسية اللينينية ودينج تشاو بينغ الذي أطلق ما يسمى بـ "الانفتاح والإصلاح" وبعد ذلك أتى جيانج زيمين القائد الذي طور هذه النظرية ومن ثم انتقلت للجيل القيادي الرابع تحت قيادة هو جينتاو الذي كان الرئيس تشي جين بينغ نائبا له وفي عهده جنت الصين نجاحات كبيرة وأصبحت الصين ثاني اقتصاد، ثم جاء الرئيس تشي جين بينغ ليضيف فلسفته وأفكاره ونحن هنا يجب أن نستحضر الماضي حتى نفهم الحاضر لننطلق إلى المستقبل برحلة آمنة ولا أجد اليوم إلا أن أنطلق بأفكار محددة تتركز على رؤية قيادتنا الرشيدة منذ 45 عام ونرى دولة الإمارات العربية المتحدة دولة متميزة في جميع مقوماتها وتغلبت في تطورها على عدة نماذج أخرى ولربما المثل الوحيد الذي يشابه الإمارات هي الصين بالرغم من حجمها وأسست الدولة علاقات مع جميع دول العالم شرقا وغربا وأسست الإمارات علاقات مع الصين متميرة من بدايتها لأن الراحل المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه - قلبه أوسع من السماء بتعبير الرئيس الصيني الذي استخدم أفكار فيكتور هوجو - حيث كان المغفور له رئيس يتميز بإنسانيته ووصل إلى قلوب جميع الأفراد وشعوب العالم قبل حكوماتهم، وكانت نظرته عميقة".
وأشار السفير البيطار إلى أن "وصول الرئيس الصيني إلى الإمارات في زيارته الرسمية يعتبر حدث تاريخي ومهم فهي أول زيارة دولة للرئيس بينغ بعد إعادة إنتخابه وزيارته تعتبر مهرجان احتفالي كبير لرئيس أكبر دولة نامية في العالم وهي تتوج لمسيرة العلاقات بين البلدين على مدار العقود الماضية، مؤكدا أن مقال الرئيس الصيني الذي نشر في الصحف الإماراتية قبيل زيارته اقترب إلى مغازلة الإمارات وامتدحها ولم تترك مجال إلا وتطرق إليه فجاء المقال مؤثرا وعميقا ومعبرا عن مدى احترام الصين وحبها لدولتنا العزيزة، ودلالات هذا الأمر هو إعجاب الصين بما حققته قيادتنا من نجاحات وتقدم في الإمارات وجعلها نموذجا للدول النامية وجعلها أيضا مدرسة تتعلم منها الصين أيضا حيث إنهم لديهم شغف في التعلم من النماذج الناجحة وهذا أهم الأسس التي جعلت الصين تقبل علينا، مشيرا إلى أن العلاقات مع الصين اليوم فوق الطبيعية حيث إنها تكاملية ذات رؤية استراتيجية شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معني ولا ننسي أن النموذج الصيني مع بداية أزمة إنهيار الاقتصاد العالمي كانت تحقق الصين نموا سنويا بمعدل يزيد على 10?، وهذا يعد أحد خصائص الاشتراكية بخصائص صينية مقارنة بالرأسمالية العالمية، وأكثر من ذلك ففي عام 2010 في عمق الأزمة العالمية أصحبت الصين ثاني اقوى اقتصاد في العالم والان في عام 2017 الفارق ما بين الصين والمركز الثالث «اليابان» الفارق في الناتج المحلي الإجمالي ثمانية تريليونات دولار وما بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي تحل في المقام الأول أغلقت الفجوة ما بين تسعة تريليونات دولار في الإنتاج المحلي ووصلت إلى ستة تريليونات دولار وخلال العقد القادم ستصبح الصين في المركز الأول عالميا وهذا أحد العوامل التي انتجتها الاشتراكية ذات الخصائص الصنية التي علينا أن نفهمها جيدا".
وعن الصين وعلاقاتها بالإمارات، قال: "إن دولة الإمارات تعتبر الدولة الأولي عربيا التي تؤسس لشراكة استراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية قبل أن أتحرك بتوجيهات القيادة الرشيدة لتأسيس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ووجدت دولة واحدة في الوطن العربي هي «جمهورية مصر العربية» ولديها علاقة حوار استراتيجي وبهذا المفهوم تكون دولة الإمارات لها السبق في إقامة هذه العلاقة الاستراتيجية ولم تأتي لمجرد الصدفة أن تُقدم الصين على العلاقات الاستراتيجية مع الإمارات في عام 2012 خلال زيارة رئيس مجلس الدولة ون جيا باو إلى دولة الإمارات وكانت بناء على خطط مسبقة ووعي كامل وليست مجاملة وفازت الصين بالثقة المطلقة وهنيئا لقيادتنا الرشيدة ولشعبنا الأصيل، ووصف العلاقات بالثابتة والراسخة مثل السفينة الضخمة التي تبحر في المحيط في وسط الأعاصير والعواصف بثبات نحو المستقبل الآمن وهذا وصفي لهذه العلاقة ودولتنا نموذج مثالي لمجتمع المصير المشترك وهذه أحد الركائز التي أسس عليها فخامة الرئيس بينغ في كتابه «المصير المشترك» حيث إنه أدرك أن العالم إما أن ينهار جراء النزاعات والحروب الكبرى وإما أن يتحد لمجابهة المصاعب التي ستواجهها البشرية في العقود القادمة ونحن مثال للعلاقات بين الإمارات والصين في التعاون من أجل مصير مشترك وفي مئوية الشيخ زايد نتذكر رؤيته وقبله الكبير وإنسان الرحمة والقيم والمثل والذي مد أول جسور العلاقات مع الصين وزيارته التاريخية لها في عام 1990 وأمر ببناء وتشييد مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية مدركا أثر الثقافة والعلاقات الإنسانية والفهم المشترك مع الشعوب الأخرى وهذا المركز هو منصة تفتخر به الدول العربية حيث إنه ليس من السهل أن تقيم منصة ثقافية في الصين ونحن نفخر بذلك".
وأضاف أن الكتب المترجمة من اللغة العربية إلى الصينية والعكس أغلبها يقوم بها مركز الشيخ زايد في الصين ولديه أكبر مطبعة، ونفتخر أن عدد الخريجين من هذا المركز يزيد على الألف طالب وطالبة على مستوى الشهادات الجامعية البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والأهم من ذلك هو أن هناك أكثر من 50 ديبلوماسي ومسؤول حكومي صيني من خريجي هذا مركز الشيخ زايد الذي أصبح منصة للدول العربية ومنصة للاتحاد الأوروبي بتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة بإعادة تأهيل وتجديد المركز في عام 2010 قام بإعادة افتتاحه في زيارته في عام 2012 بحُلة جديدة ولكم أن تفخروا بهذا المركز في الصين كمنصة قوية قاربت الثقافتين العربية والصينية".
وتابع السفير البيطار : "من النواحي الاقتصادية، فإن القائمة تطول حيث تأسيس الصندوق استثمار المشترك مع الصين بقيمة 10 مليارات دولار حيث إن الصين حذرة جدا وتقيم علاقات للاستثمار مع دول ربما لا تتجاوز 100 مليون دولار أو 200 مليون ولأن تتشارك مع الإمارات بهذه القيم للاستثمارات ترجع للثقة في دولة الإمارات وهذا الصندوق انطلق والمستقبل سيبشرنا بالكثير، كما أن الصين أوجدت آليات اقتصادية جديدة تفيد الاقتصاد المحلي والعالمي مثل مبادرة "الحزام والطريق" والذي جاء متزامنا مع زيارة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للصين في عام 2012 وطرح سموه لهذه الفكرة في إعادة طريق الحرير وربما تجديد الماضي الناجح هو شيء يفيد المجتمعات وعدد الدول التي تشارك في المبادرة اليوم تصل إلى 90 دولة والصندوق الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية هو بنك دولي جديد والإمارات ثالث دولة يتم دعوتها للمشاركة في هذا الصندوق الذي يشارك فيه الآن أكثر من 60 دولة والبنك الآسيوي غير مسيس ويساهم في بناء اقتصادات الدول المجاورة للصين وكان هناك تخوف من أن من ينضم إلى هذا البنك يفقد شركائه في الغرب إلا أن كانت المفاجأة في أن جميع دول الغرب عدا الولايات المتحدة هو شركاء أساسين في هذا البنك واليوم تعيد الأخيرة واليابان النظر في هذا الأمر كما أن الحرب الاقتصادية ستنتهي بحيث تجبر العوامل الجيوسياسية الولايات المتحدة إلى إعادة التعاون مع الصين لأن هذا النموذج هو الأفضل للجميع، ومن ناحية أخرى البعد الجوي والبري للحزام والطريق فنحن بإيعاز من القيادة الرشيدة طلب الاقتراح من الصين أن يكون المحور الجوي رابط جديد وما يربط الإمارات بالصين الموقع الاستراتيجي لأن الصين تحتاج لشريك قوي في منطقة مهمة لبناء مستقبل اقتصادي آمن ولنا امتيازات خاصة في الجو حيث إن للإمارات أكثر من 100 رحلة أسبوعيا وتولي الصين أهمية خاصة للإمارات وكذلك الطرق البحرية حيث نقل البضائع والتي تعد الإمارات الوجهة الأولي للبضائع الصينية في منطقة الشرق الأوسط. إضافة إلى ذلك، السياحة فنجد أن عدد السياح الصينيين قد زاد على مليون سائح لما تتميز به الدولة من البيئة الآمنة والمتسامحة مع شعوب الأرض حتى في ظل التوتر العالمي وجد السائح الصيني الإمارات الوجهة الأفضل للسياحة، وأهم ما يعزز العلاقات هو إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرة الصين وقرار الإمارات بإعفاء الصينين أيضا من تأشيرات الدخول إلى أراضيها".
وأختتم السفير البيطار حديثه، قائلا: "إن العلاقات الاستراتيجية والمستدامة ومبادئ التعايش السلمي حيث إن الصين تعشق السلام الذي يساهم في تطور المجتمعات وهو من التحديات الكبرى ان ترعى شعب تعداده مليار نصف مليار إنسان ونجحت الصين في ذلك، والأرقام تتحدث عن نفسها حيث تجاوز التبادل التجاري 54 مليار دولار في عام 2014 وفي تقديري سيتضاعف هذا المبلغ في هذه الزيارة التي تتوج العلاقات ولتحقيق ما لا يتم من قبل. وفي مجال الطاقة المتجددة تولي دولة الإمارات اهتماما كبيرا بالصين وتعطي امتيازات لها في مجال الطاقة المتجددة والطاقة الخضراء والصين هي الشريك الأكبر في هذا المجال من حيث الطاقة الشمسية وفي المستقبل القريب طاقة الرياح والمجال النووي السلمي، لأن الصين تبحث عن شركاء عقلاء وسعداء ولم تجد الصين أسعد من الإمارات وهناك عمق وصدق في العلاقات بين البلدين وهناك ضرورة للشراكات الاستراتيجية".
علاقات استراتيجية
وقال حمد الكعبي المدير التنفيذي للنشر في شركة أبوظبي للإعلام: "إن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل لافت وهذا يأتي من منطلق العلاقات الراسخة بين الإمارات والصين والتي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ويكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة".
وأضاف الكعبي "إننا ما نتطلع إليه اليوم هو الاهتمام بتقوية العلاقات الثقافية بين الشعبين الإماراتي والصيني لعل ما نراه من اتفاقيات وشراكات في جميع المجالات دلالة على أن العلاقات ليست فقط تاريخية وإنما هي استراتيجية وتحمل الكثير من التطور في المستقبل".
دور الإمارات
وعن التقارب بين البلدين، تحدث الدكتور شاوجين تشاي رئيس مجلس إدارة "ياب سنتر" لدراسات "بلوك تشاين": "إنني أدرس في دولة الإمارات منذ ست سنوات ودرست قبلها في قسم العلوم السياسية بجامعة بكين وكنت استاذ وباحث في جامعة زايد وعن العلاقات بين الصين والإمارات في الجانب التعليمي والثقافي أرى أن هناك تفهم كبير بين البلدين لأهمية البعد الثقافي والتعليمي ولدينا في الصين معرفة بالثقافة الإسلامية حيث إن هناك مواطنين صينيين مسلمين الأمر الذي يعزز التقارب مع الثقافة العربية والإسلامية. ونجد أن بعض دول العالم لديها «الإسلاموفوبيا» وتغلق على نفسها إلا أنه في المقابل نجد دولة الإمارات نموذجا منفتحا وجديدا في العلاقات التي تقوم على أسس الازدهار والشفافية والسلم ولا يسعنا أن ننسى دور دولة الإمارات في عام 2008 وتقديمها لـ 50 مليون دولار في أزمة الزلازال الذي وقع في الصين ذلك العام لتوفير بيوت ومساجد للصينيين".
وأضاف "عندما أتيت إلى الإمارات شاهدت رؤية جديدة تتمثل في شعب مضياف محب للسلام والتعايش ووجد أيضا بلد متطور ولديه تعددية ثقافية، ومنذ ثلاث سنوات يأتي الحوار الصيني - الإماراتي ليكون خير دليل إضافة إلى أعداد السائحين الصينيين (مليون سائح) التي تجسد تسامح شعب الإمارات وكم أنه مجتمع مسالم ومتطور. ونجد أيضا معهد كونفوشيوس الذي يسهم في زيادة أعداد الدارسين للغة الصينية ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتدريس اللغة الصينية في 100 مدرسة وكذلك رؤية سموه لمبادرة «الحزام والطريق» لإحياء طريق الحرير التي أسهمت دولة الإمارات في هذه المبادرة مساهمة واضحة".
مستقبل التعاون
وأشار الدكتور تشاي إلى أن الحديث عن المستقبل فإن ندوة جريدة "الاتحاد" تجسد ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين وإنني أرى أن المستقبل يحمل الكثير والمزيد من التطور لا سميا وأن الأجيال القادمة لديها معرفة عالمية أكثر من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وهنا ما يسمى بـ "Digital Silk Road" والذي يجد فيه الشباب فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة"، لافتا إلى أن دولة الإمارات بحلول عام 2071 سوف تصبح قوة في مجال تكنولوجيا المعلومات وإنتاجها وتطلعها لإرسال رحلات للمريخ والفضاء وعليه يمكن تركيز الجهود في مجال تبادل المعرفة والخبرات في هذا الشأن بين البلدين".
ومن جابنها، قدمت الدكتورة يوتنيج وانج استاذة مساعدة العلوم الاجتماعية بقسم الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، استعراضا لأهمية التعاون بين البلدين في مجال الثقافة والتعليم قائلة: "إنني أكملت تسع سنوات من العمل في الإمارات استاذة لعلم الاجتماع السياسي وإن الإمارات بلد فريد ومتميز بالتنوع الثقافي وإنني في دراستي أهتم بالمجتمع الصيني الذي يعيش في دولة الإمارات حيث إنهم يعيشون هنا وأجيال ولدت وتعيش في الإمارات علاوة على وجود مسلمين صينيين وهذا الأمر جعل التواصل بين المجتمع الصيني والإماراتي أسهل علاوة على الروابط التاريخية والاجتماعية القوية".
وأضافت أنه إذا عقدنا مقارنة بين عامي 1990 وعام 2000 نجد زيادة واضحة في أعداد الصينيين الذين يقيمون في الإمارات وكذلك أعداد الشركات الصينية وكل ذلك يعد جسور لزيادة العلاقات القوية متانة، علاوة على تعليم اللغة الصينية في الإمارات والتي أصبحت منتشرة عن الماضي وأن نجد أطفال إماراتيين وشباب وفتيات يدرسون اللغة الصينية كل ذلك يعكس مدى التقارب بين المجتمعين وهذا التفاهم يزيد من التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية أيضا في المستقبل".